تختلف الرواتب التي يحصل عليها اللاجئون في كندا بناءً على عدة عوامل، مثل مستوى التعليم، نوع العمل، الخبرة العملية، والمنطقة التي يعملون بها، الحكومة الكندية توفر العديد من برامج الدعم المالي للمساعدة في تكاليف المعيشة، ولكن التحديات المتعلقة بالتحول إلى سوق العمل الكندي قد تؤثر على الدخل الشخصي، كما تلعب مجموعة من السياسات الاجتماعية والاقتصادية دورًا في تحديد الرواتب في القطاعات المختلفة التي يعمل فيها اللاجئون، في هذا المقال، سنستعرض رواتب اللاجئين في كندا، والعوامل المؤثرة على هذه الرواتب، وكيفية تكيف اللاجئين مع سوق العمل في كندا.
رواتب اللاجئين في كندا تختلف بناءً على العديد من العوامل مثل نوع العمل الذي يقومون به، مستوى تعليمهم، وخبراتهم العملية، عند وصول اللاجئين إلى كندا، غالبًا ما يتلقون دعمًا حكوميًا مؤقتًا لمساعدتهم في بداية حياتهم الجديدة، مثل برنامج المساعدة الاجتماعية أو “دعم الهجرة” الذي يشمل مزايا مالية للذين لا يمتلكون دخلًا ثابتًا.
لكن مع مرور الوقت، يتوقع منهم العثور على عمل مستقل يضمن لهم الاستقلال المالي، تختلف الرواتب حسب القطاعات المختلفة؛ فمثلاً في المجالات المهنية مثل الطب والهندسة، قد يحصل اللاجئون الذين لديهم مؤهلات معترف بها على رواتب قريبة من تلك التي يحصل عليها الكنديون المحليون.
أما في وظائف أخرى، مثل العمل في قطاع الخدمات أو البناء، فقد تكون الرواتب أقل، لكن هناك فرص عديدة للترقي والنمو مع اكتساب الخبرات والمهارات.
الدعم المالي لللاجئين في كندا
في كندا، يقدم الدعم المالي للاجئين من خلال عدة برامج تهدف إلى مساعدتهم في إعادة التوطين والاندماج في المجتمع. إليك أهم أشكال الدعم المالي المتاحة للاجئين:
1. برنامج إعادة التوطين الحكومي (Resettlement Assistance Program – RAP)
- هذا البرنامج يدعمه الحكومة الكندية ويهدف إلى توفير مساعدات مالية للاجئين خلال الأشهر الأولى من وصولهم إلى كندا.
- الهدف: مساعدتهم في تلبية احتياجاتهم الأساسية مثل السكن والطعام والمواصلات.
- ما يتم تغطيته:
- بدل سكن
- بدل معيشة
- تكاليف التنقل الأولية
- مدة الدعم: عادة ما يستمر الدعم المالي لمدة تتراوح بين 6 إلى 12 شهرًا، حسب المكان الذي يقيم فيه اللاجئ واحتياجاته.
2. برنامج المساعدة المالية لللاجئين المستفيدين من التوطين (Income Support for Resettled Refugees)
إقرأ أيضا:اسوء دول اللجوء: معاناة اللاجئين بين السياسات القاسية والظروف اللاإنسانية- يقدم دعمًا ماليًا مباشرًا للمساعدة في تلبية احتياجاتهم اليومية.
- يشمل هذا الدعم تغطية نفقات الطعام، السكن، والاحتياجات الأخرى الأساسية.
3. مساعدة الإعانات المؤقتة (Temporary Assistance)
- يمكن لبعض اللاجئين الحصول على دعم مؤقت من خلال برامج الرعاية الاجتماعية التي تقدمها المقاطعات والأقاليم.
- تشمل هذه المساعدة إعانات للأطفال، دعم المعاقين، إعانات البطالة، وبعض المساعدات الطبية.
4. البرامج الاجتماعية للمقاطعات
- كل مقاطعة في كندا تقدم مساعدات إضافية للاجئين، قد تتضمن الدعم المالي لتغطية النفقات اليومية وتكاليف الصحة.
- على سبيل المثال، في مقاطعة أونتاريو، يمكن للاجئين الاستفادة من برامج مثل Ontario Works أو Ontario Disability Support Program (ODSP).
5. مساعدة السكن
- الحكومة تقدم دعمًا ماليًا جزئيًا أو كاملاً لتغطية تكلفة السكن في بعض الحالات.
- يعتمد ذلك على دخل اللاجئ وحجم الأسرة.
6. إعانات التعليم والتدريب
- العديد من البرامج تهدف إلى مساعدة اللاجئين في تحقيق التعليم أو التدريب المهني.
- قد يحصلون على إعانات أو منح دراسية لدعم تعلم اللغة الإنجليزية أو الفرنسية أو دورات تدريبية للحصول على مهارات يحتاجها سوق العمل.
7. المساعدة الطبية
إقرأ أيضا:تقديم طلب لجوء عن طريق الانترنت: وأهم دول تقبل اللجوء عبر الإنترنت- في بعض الحالات، يتم تغطية التكاليف الطبية (مثل التأمين الصحي) للاجئين خلال فترة إعادة التوطين، بما في ذلك الأدوية والعلاج الطبي الضروري.
8. المنح الدراسية والدعم الدراسي
- هناك العديد من المنظمات غير الحكومية والمؤسسات التعليمية التي تقدم منحًا دراسية للاجئين الراغبين في متابعة التعليم العالي.
- قد تشمل هذه المنح دعمًا ماليًا جزئيًا أو كاملاً لتغطية الرسوم الدراسية والنفقات الأخرى.
9. الدعم من المنظمات الإنسانية
- بالإضافة إلى الدعم الحكومي، تقدم العديد من المنظمات غير الحكومية مثل الصليب الأحمر الكندي وبرامج أخرى تمويلًا إضافيًا للاجئين، وقد يشمل ذلك مساعدات في السكن، المساعدة القانونية، والدعم النفسي.
الرواتب والتوظيف بعد الحصول على اللجوء
في كندا، بعد الحصول على اللجوء، يواجه اللاجئون العديد من الفرص والتحديات فيما يتعلق بالرواتب والتوظيف. إليك نظرة على هذا الموضوع:
1. فرص العمل بعد اللجوء
- الحق في العمل: بعد أن يتم منحك وضع اللاجئ في كندا، يكون لديك الحق في العمل بشكل قانوني في جميع أنحاء البلاد.
- الوظائف المتاحة: يختلف نوع الوظائف المتاحة حسب مؤهلاتك، وتخصصك، وخبرتك السابقة. العديد من اللاجئين يبدأون في وظائف ذات مهارات منخفضة، مثل العمل في مجال الضيافة أو التنظيف أو البناء. مع مرور الوقت، يمكن أن يكون لديهم الفرصة للحصول على وظائف في مجالاتهم الأصلية إذا تم الاعتراف بمؤهلاتهم في كندا.
- اللغة: تعتبر اللغة من أهم العوامل التي تؤثر على فرص العمل في كندا. اللاجئون الذين يتقنون اللغة الإنجليزية أو الفرنسية لديهم فرص أفضل في العثور على وظائف جيدة.
2. الرواتب المتوقعة
- الوظائف ذات المهارات المنخفضة: تبدأ الرواتب لهذه الوظائف من حوالي 14 إلى 20 دولارًا في الساعة، ويمكن أن تزيد مع الخبرة أو تقدم في المناصب.
- الوظائف المهنية: بالنسبة لأولئك الذين لديهم مؤهلات أكاديمية أو مهنية معترف بها في كندا، يمكن أن تبدأ الرواتب من حوالي 40,000 إلى 60,000 دولار كندي سنويًا، وقد ترتفع مع الخبرة.
- التفاوت بين المقاطعات: الرواتب يمكن أن تختلف بشكل كبير من مقاطعة إلى أخرى. على سبيل المثال، الرواتب في مدن مثل تورونتو وفانكوفر قد تكون أعلى من المدن الصغيرة أو الريفية، لكن تكلفة المعيشة في تلك المدن قد تكون أيضًا أعلى.
3. المساعدة في التوظيف
- دورات اللغة: توفر الحكومة الكندية برامج لدعم اللاجئين في تعلم اللغة، مثل “دورات اللغة الإنجليزية أو الفرنسية كلغة ثانية” (ESL or FSL)، والتي تساعد اللاجئين في تحسين مهاراتهم اللغوية وزيادة فرصهم في الحصول على وظائف.
- البرامج الحكومية والمنظمات غير الربحية: تقدم العديد من المنظمات غير الربحية برامج دعم للاجئين للمساعدة في العثور على وظائف، مثل ورش العمل لتحسين السيرة الذاتية، استشارات في مجال البحث عن عمل، والتدريب على مقابلات العمل.
- إعادة تأهيل المؤهلات: إذا كان لديك مؤهلات مهنية أو أكاديمية من بلدك الأم، يمكن أن تساعدك بعض البرامج في كندا في الاعتراف بتلك المؤهلات أو تقديم تدريب إضافي للوصول إلى معايير كندية.
4. التحديات
- الاعتراف بالمؤهلات الأجنبية: قد يواجه اللاجئون صعوبة في معادلة مؤهلاتهم الأكاديمية والمهنية مع النظام الكندي، مما قد يؤثر على قدرتهم في العثور على وظائف جيدة.
- المنافسة في سوق العمل: سوق العمل في كندا قد يكون شديد التنافس، خاصة في المدن الكبيرة. هذا قد يتطلب من اللاجئين تحسين مهاراتهم، سواء في مجال العمل أو اللغة.
- التمييز في العمل: مثل العديد من الأماكن الأخرى في العالم، قد يواجه بعض اللاجئين التمييز في مكان العمل بناءً على خلفيتهم الثقافية أو العرقية.
5. التدريب والتأهيل
- في بعض الحالات، قد يكون اللاجئون مؤهلين للحصول على تدريب مهني أو منح دراسية للمساعدة في تحسين مهاراتهم ورفع مستوى تأهيلهم للانضمام إلى سوق العمل الكندي.
6. الوظائف الحكومية والخدمات الاجتماعية
- بعد الحصول على اللجوء، يمكن للاجئين الاستفادة من العديد من الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الحكومة الكندية، مثل المساعدة في العثور على سكن أو دعم مالي مؤقت أو حتى الاستفادة من برامج خاصة لتوظيف اللاجئين.
7. نظام التوظيف الكندي
- يعتمد التوظيف في كندا على مبدأ “العدالة والمساواة في الفرص”. هذا يعني أن معظم الوظائف تتطلب عملية تقديم موحدة، عادة من خلال التقديم عبر الإنترنت أو الحضور إلى مقابلات. هذا يتيح لك فرصة العمل في بيئة متساوية مع المواطنين الكنديين.
العوامل المؤثرة في رواتب اللاجئين في كندا
العوامل التي تؤثر في الرواتب تختلف من دولة إلى أخرى، ولكن يمكن تلخيص أبرز هذه العوامل كما يلي:
1. المؤهل العلمي والخبرة:
- المؤهل العلمي: الأشخاص الذين يحملون شهادات أكاديمية متقدمة (مثل الدكتوراه أو الماجستير) أو شهادات مهنية معترف بها قد يحصلون على رواتب أعلى من غيرهم.
- الخبرة العملية: تعتبر الخبرة العملية أحد العوامل الأساسية في تحديد الراتب. كلما زادت سنوات الخبرة في المجال، زادت فرصة الحصول على راتب أعلى.
2. المجال المهني:
- تختلف الرواتب بشكل كبير بين القطاعات. على سبيل المثال، الوظائف في القطاعات التقنية مثل البرمجة أو الهندسة أو الرعاية الصحية غالباً ما تكون ذات رواتب أعلى من المجالات الأخرى مثل التعليم أو الضيافة.
3. الموقع الجغرافي:
- يمكن أن تؤثر المنطقة أو المدينة التي تعمل فيها بشكل كبير على راتبك. على سبيل المثال، في المدن الكبرى مثل لندن أو نيويورك أو دبي، غالباً ما تكون الرواتب أعلى بسبب تكلفة المعيشة المرتفعة.
- من الممكن أن تكون بعض المناطق في الدولة تمنح رواتب أعلى لجذب الكفاءات المتخصصة.
4. الطلب والعرض في سوق العمل:
- إذا كان هناك طلب مرتفع على مهارات معينة، مثل في مجالات التكنولوجيا أو الطب، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى زيادة الرواتب لتشجيع المزيد من الأشخاص على الانضمام إلى هذه المجالات.
- على العكس، إذا كان العرض أعلى من الطلب، فقد تنخفض الرواتب.
5. حجم ونوع الشركة:
- الشركات الكبرى أو الشركات متعددة الجنسيات قد تقدم رواتب أعلى من الشركات الصغيرة أو المتوسطة.
- الشركات التي تحقق أرباحاً ضخمة قد تكون قادرة على دفع رواتب أعلى، كما تقدم غالباً مزايا إضافية مثل التأمين الصحي أو المكافآت.
6. القطاع الاقتصادي:
- على الرغم من أن هذا يندرج تحت النقطة السابقة، إلا أنه من المهم ملاحظة أن القطاعات الاقتصادية المختلفة تختلف في القدرة على دفع الرواتب. على سبيل المثال، القطاعات التكنولوجية والمالية قد تكون أكثر استعداداً لدفع رواتب أعلى مقارنةً بالقطاعات الأخرى.
7. مستوى الوظيفة والمناصب الإدارية:
- تختلف الرواتب بشكل كبير بين المناصب التنفيذية والإدارية. عادة ما يحصل المديرون، الرؤساء التنفيذيون، أو أصحاب المناصب العليا على رواتب أكبر بكثير من الموظفين العاديين.
8. العوامل الاقتصادية العامة:
- الظروف الاقتصادية العامة مثل التضخم، وتغيرات أسعار السلع والخدمات، وأداء الاقتصاد الوطني، تؤثر على مستويات الرواتب في جميع المجالات.
9. التفاوض الشخصي:
- القدرة على التفاوض على الراتب يمكن أن تلعب دوراً كبيراً. بعض الأشخاص قادرون على التفاوض للحصول على راتب أعلى بناءً على مهاراتهم الشخصية أو تاريخهم المهني.
10. المزايا والحقوق القانونية:
- في بعض الدول، قد تؤثر القوانين على الرواتب مثل الحد الأدنى للأجور، أو ساعات العمل القانونية، أو الأجر الإضافي.
التحديات التي يواجهها اللاجئون في كندا فيما يتعلق بالرواتب
اللاجئون في كندا يواجهون عدة تحديات فيما يتعلق بالحصول على رواتب مناسبة وظروف العمل. بعض من هذه التحديات تشمل:
- اعتراف المؤهلات والخبرة: العديد من اللاجئين يحملون مؤهلات وخبرات مهنية من بلادهم، ولكنهم قد يواجهون صعوبة في الحصول على الاعتراف بها في كندا. هذا يعني أنهم قد يحتاجون إلى إعادة التأهيل أو الحصول على شهادات معترف بها في كندا، مما يؤدي إلى تأخير دخولهم إلى سوق العمل.
- حواجز اللغة: اللغة الكندية (الإنجليزية أو الفرنسية) قد تشكل حاجزًا أمام اللاجئين، خاصة أولئك الذين لا يتقنون اللغة جيدًا. غالبًا ما تكون معرفة اللغة أحد العوامل الأساسية للحصول على وظائف جيدة، وقد يضطر اللاجئون للعمل في وظائف ذات أجر منخفض في البداية بسبب ضعف مهاراتهم اللغوية.
- التمييز في مكان العمل: يعاني بعض اللاجئين من التمييز في أماكن العمل بسبب خلفياتهم العرقية أو الثقافية أو الدين. هذا التمييز قد يؤدي إلى صعوبة في الحصول على وظائف برواتب جيدة أو التقدم في المناصب.
- الافتقار إلى شبكة اجتماعية ومهنية: اللاجئون في البداية لا يمتلكون شبكات مهنية أو اجتماعية قوية، وهو ما يجعل من الصعب عليهم العثور على وظائف جيدة أو بناء علاقات مع أصحاب العمل.
- الضغوط المالية: اللاجئون قد يكونون بحاجة إلى العمل بشكل أسرع لتغطية احتياجاتهم الأساسية، مما يجعلهم يقبلون وظائف بأجور منخفضة رغم أنهم قد يكونون مؤهلين للعمل في مجالات أعلى. هذا يؤدي إلى تعرضهم لاستغلال من قبل بعض أصحاب العمل الذين يستفيدون من حاجتهم المالية.
- قلة الفرص التدريبية: بالرغم من توفر بعض البرامج التدريبية لدعم اللاجئين، إلا أن العديد من هؤلاء قد يواجهون صعوبة في الوصول إلى الفرص التدريبية اللازمة لتطوير مهاراتهم في سوق العمل الكندي.
- القيود القانونية والهجرة: بعض اللاجئين قد يواجهون تحديات في الحصول على تصاريح عمل مناسبة أو قد تكون هناك قيود على نوع الوظائف التي يمكنهم العمل فيها بينما ينتظرون تحديث أو تصحيح وضعهم القانوني.
مواجهة هذه التحديات تتطلب دعمًا حكوميًا وبرامج مؤسساتية للمساعدة في تسهيل عملية اندماج اللاجئين في سوق العمل الكندي وتحسين فرصهم في الحصول على رواتب عادلة.
في الختام، يمكن القول أن رواتب اللاجئين في كندا تتفاوت بناءً على عدة عوامل مثل مستوى التعليم، الخبرة العملية، ونوع العمل الذي يمارسونه. بشكل عام، تقدم كندا العديد من الفرص للاجئين لتطوير مهاراتهم والانخراط في سوق العمل من خلال برامج الدعم والتدريب. بينما قد يواجه اللاجئون تحديات في بداية مسيرتهم المهنية بسبب العوامل الثقافية أو اللغة، إلا أن هناك آفاقاً واعدة للنمو المهني بمرور الوقت. الحكومة الكندية، بالإضافة إلى المنظمات غير الربحية، توفر الدعم اللازم لتحقيق التكامل الاقتصادي والاجتماعي، مما يجعل فرص تحسين مستويات الدخل وزيادة الاستقلال المالي أكثر قابلية للتحقيق.
